الجماع في السنة النبوية ليس مجرد إشباع رغبة جسدية، بل هو علاقة مبنية على المودة والرحمة، مع مراعاة الآداب الشرعية، مع التركيز على الاحترام المتبادل والرحمة والالتزام بالأخلاقيات الشرعية. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية المتعلقة بالجماع كما وردت في السنة النبوية:
1. الحث على الزواج والعلاقة الزوجية
- يُعتبر الزواج سُنّة مؤكدة، والعلاقة الحميمة بين الزوجين من الأمور المشروعة والمُستحبة، بل تُعدّ من القربات إذا نوى بها المسلم إعفاف نفسه وزوجته. قال النبي ﷺ: «وفي بُضْعِ أحدكم صدقة» (أي في الجماع مع الزوجة أجر) (رواه مسلم).
2. حقوق الزوجين:
- لكل من الزوجين حق على الآخر في إشباع الرغبة الجنسية بالمعروف، مع مراعاة الظروف الصحية والنفسية. قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ» (رواه الترمذي)
3. الاستئذان والملاطفة
- حثّ النبي ﷺ على المداعبة والمُقدّمات قبل الجماع، فقال: «لا يقعُدنَّ أحدُكم على امرأته كوقعان البهيمة، وليكن بينهما رسول»، قيل: وما الرسول؟ قال: «القُبلة والكلام» (رواه الطبراني).
- يُستحب أن يقول الزوج عند الجماع: «بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا» (متفق عليه).
4. احترام رغبة الطرفين
- يجب أن يكون الجماع بالتراضي، ولا يجوز إجبار الزوجة على ذلك. قال النبي ﷺ: «إن لزوجك عليك حقًا، ولجسدك عليك حقًا» (رواه البخاري)، مما يشير إلى التوازن بين حقوق الزوج والاعتناء بالذات.
5. مراعاة الآداب والأخلاق والحفاظ على الخصوصية:
- النهي عن إفشاء أسرار العلاقة الزوجية، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَةِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» (رواه مسلم)
6. حقوق الزوجة العاطفية
- أوصى النبي ﷺ بالعدل في المعاشرة الزوجية، فقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» (رواه الترمذي).
7. الغُسل بعد الجماع
- إذا حصل الإنزال (الجنابة)، يجب على الزوجين الاغتسال قبل الصلاة أو لمس المصحف، لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ (المائدة: 6).
- يجب الغسل عند انتهاء الجماع إذا حصل الإنزال، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).
8. التنزه عن الشبهات
- يُمنع أي شكل من أشكال العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج الشرعي، وتُعتبر الزنا من الكبائر.
9. النهي عن الجماع في الدُّبُر:
- حرَّم الإسلام الجماع في الدبر، كما في الحديث: «مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا» (رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني)
10. التحريم في حالات معينة
- الحيض والنفاس: يُحرم الجماع أثناء الحيض أو النفاس، لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ﴾ (البقرة: 222)، لكن يُسمح بالمُداعبة دون الفرج.
- الصوم: يُحرم الجماع نهارًا في رمضان على الصائم، لكنه جائز ليلًا.
