
تُجمع جميع المذاهب على أن الرؤية البصرية هي الأصل في إثبات هلال عيد الفطر (هلال شوال ) ، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» (رواه البخاري ومسلم). وهناك بعض الاختلافات في فهم النصوص الشرعية (مثل مفهوم “الشهادة” و”العدالة”). وايضاً اختلاف تطبيق قواعد الفقه في حالات الغيم أو الشك. قد تختلف دول أو مناطق في إعلان العيد وفقًا للمذهب السائد أو منهجيتها في قبول الرؤية. ويُنصح عامة المسلمين باتباع قرار بلدهم أو الجهة الدينية المعتمدة لضبط الوحدة المجتمعية.
جدول مُبسط يوضح شروط رؤية هلال عيد الفطر (شوال) واختلافات المذاهب الأربعة في ذلك:
المذهب | شروط الرؤية | عدد الشهود المطلوب | الاعتماد على الحساب الفلكي | رؤية الهلال في مكان آخر | حالة تعارض الرؤية مع الحساب |
---|---|---|---|---|---|
الحنفي | رؤية الهلال بعد غروب الشمس يوم ٢٩ رمضان. | شخص واحد عدل (رجل أو امرأة). | لا يعتمدون عليه إذا تعارض مع الرؤية، لكنه قرينة مساعدة. | لا يشترطون اتحاد المطالع (مكان الرؤية). | الرؤية مقدمة على الحساب. |
المالكي | يشترطون عدم وجود غيم في السماء. | شاهدان عدلان (في حالة السماء الصافية). شخص واحد (إذا كانت السماء مغيمة). | لا يعتمدون عليه مطلقًا، ويعتبرونه غير معتبر. | يشترطون الرؤية في البلد أو منطقة قريبة تشارك جزءًا من الليل. | الرؤية مقدمة حتى لو نفت الحسابات إمكانيتها. |
الشافعي | يكفي رؤية الهلال بعد الغروب. | شخص واحد عدل (رجل أو امرأة). | يرفضون الحساب الفلكي حتى لو أثبت استحالة الرؤية. | إذا رُئي في بلد، يجب على من يشاركه جزءًا من الليل اتباعه. | الرؤية مقدمة ولو تعارضت مع الحساب. |
الحنبلي | رؤية الهلال بعد غروب الشمس. | شاهدان عدلان (في السماء الصافية). شخص واحد (إذا كانت السماء مغيمة). | لا يعتمدون عليه إذا تعارض مع الرؤية، لكن يستأنسون به. | لا يشترطون اتحاد المطالع، لكن يشترطون إمكانية الرؤية في المنطقة. | الرؤية مقدمة على الحساب. |
الأدلة من السنة النبوية التي استندت إليها المذاهب الفقهية في مسألة رؤية هلال شوال (عيد الفطر):
- حديث الصوم والإفطار:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» (رواه البخاري ومسلم).
2. حديث الاعتماد على الرؤية:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» (وأشار بأصابعه: مرة تسعًا وعشرين، ومرة ثلاثين). (رواه البخاري ومسلم).
3. حديث عدم الصوم يوم الشك:
- عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ اليَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» (رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني).
4. حديث تكملة العدة إذا تعذرت الرؤية:
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَصُومُوا قَبْلَ رَمَضَانَ، صُومُوا لِلرُّؤْيَةِ، وَأَفْطِرُوا لِلرُّؤْيَةِ، فَإِنْ حَالَتْ دُونَهُ غَيَايَةٌ فَأَكْمِلُوا الثَّلَاثِينَ» (رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني).
- وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلَاثِينَ» (رواه البخاري).
5. حديث وحدة الأمة في الصوم والإفطار:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ» (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني).
6. حديث رؤية الهلال و جواز اختلاف المطالع (أماكن الرؤية) بين البلدان:
- عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، فقال: «رَأَيْتُ الهِلَالَ بِالشَّامِ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ… فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ… فَإِنْ رَأَيْنَاهُ لَتَمَّ عِدَّةَ ثَلَاثِينَ» (رواه مسلم).
