منوعات

شم النسيم

شم النسيم (Sham El-Nassim) هو عيد مصري قديم يُحتفل به مع بداية فصل الربيع، ويعود تاريخه إلى نحو 4700 عام، أي إلى العصر الفرعوني ، يُحتفل بعيد شم النسيم في مصر يوم الاثنين التالي لعيد الفصح المجيد حسب التقويم القبطي، مما يجعله عيدًا متحركًا يتغير تاريخه كل عام بين شهري أبريل ومايو في التقويم الميلادي (الغربي).

يتمتع عيد شم النسيم بتاريخٍ طويل وممتد عبر آلاف السنين، يعكس تطور الثقافة المصرية وتفاعلها مع الحضارات والأديان المختلفة. إليك التسلسل التاريخي الرئيسي لهذا العيد:


1. العصر الفرعوني (حوالي 2700 ق.م – 332 ق.م)

  • كان شم النسيم يُعرف باسم “شمو” (Shemu)، وهو أحد الفصول الثلاثة في التقويم الزراعي المصري القديم (الفصل الممثل للحصاد).
  • ارتبط شم النسيم ببداية فصل الربيع (الاعتدال الربيعي) وانتعاش الطبيعة، حيث كان يُحتفل بتجدد الحياة وخصوبة الأرض.
  • كما ارتبط بالعبادات الفرعونية، مثل تقديم القرابين للإله “آمون رع” كرمز للشمس والحياة، وارتباطه بأسطو رة الخلق وبداية الكون.
  • ظهرت تقاليد في شم النسيم مثل أكل البصل (رمزًا للحماية من الأمراض) والبيض الملوَّن (رمزًا للخصوبة).

2. العصر اليوناني-الروماني (332 ق.م – 641 م)

  • دُمجت بعض الطقوس الفرعونية في شم النسيم مع احتفالات الربيع الإغريقية والرومانية، مثل مهرجان “أنثستيريا” اليوناني المرتبط بالزهور والخمر.
  • احتفظ المصريون بطقوس مثل الخروج إلى الحدائق وأكل الأسماك المملحة، رغم التأثيرات الخارجية.

3. العصر القبطي (القرن الأول – القرن السابع الميلادي)

  • مع انتشار المسيحية في مصر، أُعيد تفسير عيد شم النسيم ليتوافق مع العقيدة الجديدة.
  • حُدد موعده يوم الاثنين التالي لعيد الفصح المسيحي (حسب التقويم القبطي)، ليصبح جزءًا من الاحتفالات المسيحية، مع الحفاظ على الطقوس الفرعونية مثل تلوين البيض.
  • تحوَّل الاسم من “شمو” إلى “شم النسيم” (أي “استنشاق النسيم”)، مشتقًا من الكلمة القبطية “شوم إن سيم” (Shom Ennisim) بمعنى “موسم الحصاد”.

4. العصر الإسلامي (من القرن السابع الميلادي فصاعدًا)

  • رغم تحوُّل مصر إلى الأغلبية المسلمة، استمر الاحتفال بعيد شم النسيم كتقليدٍ اجتماعي غير مرتبط بدينٍ معين، مما يعكس التعايش الثقافي في مصر.
  • في العصر الفاطمي (القرن 10-12 م)، شجَّع الخلفاء الفاطميون الاحتفالات الشعبية، مثل توزيع الحلوى وتنظيم المواكب.
  • تحوَّل العيد إلى مظهر من مظاهر الهوية المصرية الجامعة، يشارك فيه المسلمون والأقباط على حد سواء.

5. العصر الحديث (من القرن 19 حتى اليوم)

  • أصبح عيد شم النسيم عطلة رسمية في مصر منذ عهد الخديوي إسماعيل (القرن 19)، مع تحديد موعده يوم الاثنين بعد عيد الفصح الشرقي.
  • ظهرت أطعمة جديدة مرتبطة بالعيد مثل الرنجة والفسيخ (أسماك مملحة)، بينما حافظت العائلات على تقاليد النزهات في الحدائق.

طقوس الاحتفال بعيد شم النسيم :

  1. الخروج إلى الطبيعة: يقضي الناس اليوم في الحدائق العامة أو على ضفاف النيل، في نزهات عائلية.
  2. تناول الأطعمة التقليدية:
    • الفسيخ: سمك مُملح مُخمر يُعد بطريقة خاصة (عادةً من سمك البوري)، ويُعتبر تحضيره فنًا يتوارثه البعض.
    • الرنجة: سمك مدخن أو مملح يُقدم مع الخبز والبصل.
    • البصل: كان الفراعنة يعتقدون أنه يطرد الأرواح الشريرة ويقوي المناعة.
    • الخس: رمزًا للخصوبة والحياة في الميثولوجيا الفرعونية.
    • البيض الملوّن: يُزيّن الأطفال البيض بألوان زاهية أو رسومات، ويرتبط بالخصوبة وبداية الحياة
  3. .الأنشطة الشعبية: ألعاب، غناء، وشراء البالونات والألعاب للأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى