بينت العديد من الأحاديث النبويّة الصحيحة فَضْل صلاة العشاء؛ ومنها: قَوْل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا) وقَوْله أيضاً: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ)
صلاة العشاء كم ركعة
- صلاة العشاء فريضة، أربع ركعات ،الركعتين الأوليين جهراً، والركعتين الأُخريين يُسِرّ فيهما، ويجلس للتشهد بعد كُل ركعتين
عدد ركعات سنة العشاء
- سنة العشاء منها ما هو مؤكد ومنها ما هو غير مؤكد
ركعات السّنة المؤكدة
- هي ركعتين بعد صلاة العشاء ، فقد جاء عن ابن عُمر قوله: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ… ثم قال: ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ)،وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُصليها في البيت، لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي كان: (يُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ).
السّنة غير المؤكدة
- ركعتان تُصليان بين الأذان والإقامة وقبل الفرض، لحديث النبي -(ص): (ما من صلاةٍ مفروضةٍ إلَّا وبين يدَيْها ركعتان).
كيفية اداء صلاة العشاء
النّية
- يتوجّه المُصلّي نحو القِبلة بكامل جسده، وينوي في قلبه أداء صلاة العِشاء.
تكبيرة الإحرام
- يرفع يديه ويقَوْل: “الله أكبر”.
دعاء الاستفتاح
- أخرج الإمام البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً -قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً- فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).
قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن
- يقرأ البسملة بعد ان يتعوّذ من الشيطان: “بسم الله الرحمن الرحيم”، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة، ويُردفها بقَوْل: “آمين ، ثمّ يقرأ ما يشاء من القرآن الكريم.
الركوع
- يُكبّر رافعاً يدَيه ويركع؛ تعظيماً لله -تعالى-، ويقول ثلاث مرّاتٍ: “سبحان ربّي العظيم”
الرفع من الركوع
- يرفع ظَهْره بعد إتمام الرُّكوع قائلا “سَمِعَ الله لِمَن حمده”، حال كَوْنه منفرداً أو إماماً، ويقول حال كونه مأموماً: “ربّنا ولك الحمد”، ثمّ يُكمل بالدُّعاء الذي رواه الألبانيّ عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، إذ قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ قالَ: سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ ربَّنا ولَكَ الحمدُ ملءَ السَّماواتِ والأرضِ، وملءَ ما بينَهُما، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ).
السجدة الأولى
- يكبّر لِأداء سجدتَين؛ خشوعاً لله -تعالى ، والقَوْل ثلاث مرّاتٍ: “سبحان ربي الأعلى”
الرفع من السجدة الأولى
- يكبّر عند رَفْع رأسه من السَّجدة الأولى ، ويقول: “ربِّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، واجبرني، وعافني”.
السجدة الثانية
- يكبّر لِأداء السَّجدة الثانية على نحوٍ مماثلٍ للسجدة الأولى قولاً وفعلاً.
الركعة الثانية
- يقوم مُكبّراً؛ لِأداء الركعة الثانية على نحوٍ مماثلٍ للركعة الأولى قولاً وفعلاً باستثناء قراءة دعاء الاستفتاح.
التشهّد
- يُنهي الركعة الثانية، ثمّ يكبر ويقرأ التشهّد الأوّل الذي رواه البخاريّ عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، فَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فإنَّكُمْ إذَا قُلتُمُوهَا أصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ والأرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ).
الركعتين الثالثة والرابعة
- يقوم مُكبّراً مع قراءة على سورة الفاتحة.
التشهد الأخير والسلام
- يجلس بعد أن يُنهي السَّجدة الثانية من الركعة الرابعة ويقرأ التشهّد كاملاً :
- “اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ”
- ثمّ ينهي صلاته بالتسليم يميناً ويساراً بقَوْل: “السلام عليكم ورحمة الله”.
اقرا ايضاً: كيف نصلي صلاة الفجر
ماذا يقرأ في صلاة العشاء
بيّنت الأحاديث النبويّة هَدْي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في القراءة في صلاة العشاء، ممّا يدلّ على أنّ الأمر واسعٌ يراعي اختلاف أحوال الناس وظروفهم، ومن هذه الأحاديث
- ما أخرجه الإمام البخاريّ عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ يُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ يَأْتي قَوْمَهُ فيُصَلِّي بهِمُ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ بهِمُ البَقَرَةَ، قالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذلكَ مُعَاذًا، فَقالَ: إنَّه مُنَافِقٌ، فَبَلَغَ ذلكَ الرَّجُلَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بأَيْدِينَا، ونَسْقِي بنَوَاضِحِنَا، وإنَّ مُعَاذًا صَلَّى بنَا البَارِحَةَ، فَقَرَأَ البَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أنِّي مُنَافِقٌ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مُعَاذُ، أفَتَّانٌ أنْتَ – ثَلَاثًا – اقْرَأْ: والشَّمْسِ وضُحَاهَا وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ونَحْوَهَا)
- كما أخرج البخاريّ عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ: والتِّينِ والزَّيْتُونِ في العِشاءِ، وما سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا منه أوْ قِراءَة.
- ما أورده ابن حِبّان عن جابر بن سمرة أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرَأُ في صلاةِ المغرِبِ ليلةَ الجُمعةِ بـ : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
- وعلاوة على ذلك أخرج البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه كان يقرأ سورة الانشقاق في صلاة العِشاء
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان
المراجع
1-حسين بن عودة العوايشة (1429)، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 113، جزء 2. بتصرّف.