دلائل الخيرات في الصلوات على رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
الحلقة الأولى : قصة الفتاة السبب في تأليف الدلائل
يعتبر كتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، للإمام محمد سليمان الجزولي من أهم كتب الأوراد والصلوات المنتشرة بين مختلف الطرق الصوفية.
وفي إشارة لطيفة ورقيقة عن فضل الصلاة والسلام على حبيب الحق سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – وهنا لا نقول أننا نحصي فضل الصلاة والسلام على حضرته، فذلك الفضل لا تحصيه المجلدات والمؤلفات-.
اقرأ:أجمل صيغ الصلاة على النبي (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ)
بل هي إشارة رقيقة، أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أحد أئمة الفقه الأربعة، وهم : الإمام أبو حنيفة النعمان، وهو رضى الله عنه وأرضاه أولهم، وهو التابعي الوحيد بينهم ، ومعنى التابعي أنه لقى وعاصر بعض من صحابة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
والإمام مالك بن أنس رضى الله عنه وأرضاه وهو شيخاً للإمام الشافعي.
الإمام محمد بن إدريس الشافعي – صاحب الإشارة – التي نتحدث عنها، وهو تلميذاً للإمام مالك، وشيخاً للإمام أحمد بن حنبل.
اقرأ:أسماء سيدنا محمد – صلّى الله عليه وسلّم-
إذن، فهو الشافعي، ثالث الأئمة الأربع، وبعلمه وفضله وعبادته، فقد رآه بعض الصالحين في الرؤيا بعد وفاته، فسأله: ما فعل الله بك؟
قال الشافعي: رحمني وغفر لي، وزُفِفتُ إلى باب الجنة كما تُزَفُّ العروس، ونُثِرَ عليَّ كما يُنثَر على العروس.
سأل : بم بلغت هذه الحال؟
أجاب الشافعي بأنه كتب صلاة وسلاما على النبي الحبيب في كتابه “الرسالة” وهي االصلاة التي يقول فيها: وصلى الله على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون، وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون. (1)
يا جوهر الكون ومرآة ظهوره
يا شمس الوجود ومشكاة نوره
إلى رحاب أعتابك الطاهرة أهدي
هذه الطبعة والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ..راجي شفاعتك يوسف الأنصاري
هكذا أهديت الطبعة الموجودة لدينا، والمعنونة بـ”دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار، المؤلف/ الإمام محمد سليمان الجزولي، الناشر دار الأنصار، ميدان الحسين ، القاهرة(2)
يقول الإمام يوسف النبهاني في مقدمة الكتاب، إعلم أن محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون وإليها يشخصُ العاملون، وعليها يتفانى المحبون ، وبروح نسيمها يتروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقُرة العيون..
سبب دلائل الخيرات؟
قال سيدي العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي المصري، في شرحه على صلوات شيخه القطب الدردير، ونقله عن شيخنا الشيخ حسن العدوي، في حاشيته على دلائل الخيرات، أنه ألفها في فاس، وأن سبب تأليفها أنه حضرهُ، أي الإمام الجزولي وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر.
وبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال فقالت له: من أنت فأخبرها، فقالت له أنت الرجل الذي يُثنى عليك بالخير وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر وبصقت في البئر، ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض.
فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه: أقسمت عليك بم نِلْتِ هذه المرتبة؟
فقالت: بكثرة الصلاة والسلام على من كان إذا مشى في البَرِّ الأفقر تعلقت الوحوش بأذياله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم ، فحلف يمينا ًأن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
اعداد :عبدالعزيز صبره الرفاعي:
المراجع
(1)رواه الإمام البيهقي في مناقب الشافعي، والأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب، والأنباري في شفاء السقام في نوادر الصلاة والسلام، والسخاوي في القول البديع
(2)دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار، الإمام محمد سليمان الجزولي، دار الأنصار، ميدان الحسين ، القاهرة
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان