من كل مصر

عواد باع كُتبه .. عن الثقافة الحمقاء ..

عواد باع كُتبه


أسمحوا لي أن أتجاوز قدري، وأتطاول وأعارض بعض أساتذتي في الصحافة و الإعلام والثقافة، وإن كنت لا أدعي تواضعاً إذا ما قولت إنني أقصى غاية ما أعتقده بنفسي أنني مجتهداً في كل ذلك، فلا أنا صحفي حقيقي ، ولا إعلامي حقيقي ، ولا مثقف حقيقي .. ربما أكون مجتهدا في كل ذاك..وربما تخلو مصر حالياً من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين الحقيقيين..

معضلة الثقافة والنخبوية تتداخل مع فكرة أكل العيش والمهنية تداخل مُربك ومعقد .. ولو بدأنا بتعريف الثقافة والمثقف أو النخبة والنخبوية..سوف ندخل في جدل فلسفي وعلمي وأدبي وإجتماعي تاريخي يا فندم ..تاريخي زي ما بقولك …

ثمة تعريف سهل ..ينفع مع فكرتي التي أريد طرحها لحضراتكم الآن.. من بعض قراءاتي في علم الإنثروبولوجي ( أيوا من حقي يا ولاد كذا وكذا..أعيش الدور أنا كمان وأعمل فيها مثقف ونخبوي وأطلع روحكم ..بس أنا ال سايب الناس تاكل عيش) .. الثقافة هي تعلم واكتساب ما تعيش وتحيا به ..


وإن كانت الثقافة تعني في كثير من معانيها كل ما يتعلمه الإنسان ويمارسه من دين ومعتقدات وأساليب حياة وقدرات على كسب الحياة وطرق أكل وشرب ومشي ولبس وتزواج … أيوة حتى طريقة التزاوج الفعلي من ضمن الثقافة وأثرت على تطور البشر عبر التاريخ …

لكن، أنا شخصياً مش بحب العيال المثقفة عن طريق إنه قرأ كتابين أو حتى 100 ألف ألف كتاب، وبيتكلم كذا لغة وألاقيه في الآخر كمثل الحمار يحمل أسفاراً .. وأستطعت مبكراً التفريق بين من قرأ وحفظ كثيراً ..وبين من يفهم ويعرف
فالحفظ وحتى التعلم والشهادات حاجة، وأما الفهم والمعرفة والوعي والبصيرة المستنيرة حاجة تانية خالص .. حاجة مالهاش مثال ولا حتى في خيالك ..

لقد تعاملت مع فلاحين من بلدنا لايقرأون الألف باء ولا يكتبونها ويفهمون وعندهم هبات من الله على فهم ما يسمعون ..ويستطيعون بلغتهم العامية العادية جداً توصيل ما يريدون قوله .. ويدركون ما يحدث في العالم بتعقيداته ومشاكله
.. عامة نرجع لمرجوعنا ..أساتذتي …

الصحافة مهنة انقرضت ودا مش عايز كلام بالنسبة للصحافة الورقية مهنتي الأساسية ..بل إن الصحافة الاكترونية بتنازع دلوقتي وبتطلع في الروح

وهذا طبعا بسبب التطورات التكنولوجية وثورة الاتصالات الفظيعة وتطوراتها السريعة المتلاحقة .
ليس ذنب الدولة.. ولا ذنبي أنا ..

ولكن، على الدولة دور وعلي أنا دور .. بردوا يعني مش هنقعد نندب حظنا ..ونشتم ونغمز ونلمز في الدولة كلما أتيحت لنا الفرصة ..والدولة تقعد تطلع روحنا وتتركنا نواجه مصيرنا ونموت جوعا كما تموت الكلاب في صحراء جدباء..لا زرع فيها ولا ماء..

طبعا كلنا عارفين إن مش بيشتغل اليومين دول غير العيال إياهم برخصة معينة ..ولا يكفي حتى إنك تكون مؤيد للرئيس حقيقي وعارف إن ما نحن عليه هو الحل الأفضل والأمثل ..حتى لو أنت كده بس واد صاحب رأي وبتعرف تفكر وحر ومش بتعرف تسكت، إبئى قابلني لو مسكت حاجة أو حتى اشتغلت ..

آه أنا شخصياً مقتنع إننا في فترة محتاجة إحكام البلد والمحافظة عليها .. بس شيل إيدك من على زوري ..خلاص روحي طلعت وهاموت في إيدك وأنا والله لست خائناً.. دا أنت حبيبي يا فندم

..أنا حاولت أعمل يوتيوب بس فشلت .. ما عرفتش أكون هايف .. أو حتى صوتي وشكلي مش مساعديني ..أنا راجل كنت بأكتب صحافة من بتاعة، زمان قبل الفضائيات والدِش، وحتى المواقع الالكترونية ..ناهيك عن الفيسبوك والتيكتوك والحاجات الغريبة دي ال خربت بيتنا

آه طبعا على اليوتيوب ناس نجحت وبتقدم محتوى هادف وجيد بس أنا مالحقتش أتعلم واكتسب مهارات أو أنا مش لايق في الحكاية دي

طلعت ناس مالهاش علاقة بالإعلام والصحافة خالص ونجحت ..سبحانه.. أرزاق
خضت معارك نفسية وشخصية وإجتماعية واشتغلت عامل وإداري في شركات مقاولات ..ولما الصحافة شمت عني خبر وكتبت عني اترفدت من الشغلانة ..قطيعة الصحافة والزفت .. وحاولت بشتى الطرق أعيش واستمر ..وأنا عارف إن الدولة مقصرة معايا بس عاذرها ..الفترة صعبة..

الأستاذ محمد أمين كنت بأقرأ له وأنا طالب وفي بداية عملي بالصحافة للتعلم من مقالاته وأرائه ..كنت بأقرأ له مع مصطفى آمين .. إبراهيم سعدة ..ومولانا أحمد بهجت رضي الله عنه وأرضاه ، وسلامة أحمد سلامة .. طيب تصدق وتآمن بالله .. أنا كنت بأقرأ مقالات مصطفى بكري ذاته ياراجل وبتعلم منها هو وإبراهيم عيسى ..وغيرهم
بس الأستاذ محمد أمين – حبيبي- باع كُتبه

ليه يا محمد -عفوا يعني- هو فيه عسكري يبيع سلاحه ..مهما جاع ..دا لو افترضنا إنه جاع فعلا .. أومال فلوس حملة شفيق راحت فين..وكام سنة وفد ..ورئاسة مجلس وتحرير المصري اليوم …والمقالات ال كانت متنطورة هنا وهناك … أومال إحنا نعمل إيه يا آختيييييي .. دا احنا كان مفروض ولعنا في نفسنا من 15 سنة فاتوا ..

طيب يا أستاذ محمد يا آمين كنت يا آخي قولي تعالى خد لك كتابين ..يمكن ينفعوني … بس يلا .. مفيش مشكلة عاذرك بردو..
طيب أيه الحل …
في الحكاية السودة دي والمطينة بطين على رأي الفلاحين…
هو الأستاذ محمد أمين وهو من جيل أساتذتي وربما أستاذ أساتذتي ..واعتقد أنه تخطى الستين مستريح … هيروح يشتغل عامل زي أنا ما عملت ..دا لو قدر نفسياً ووجدانياً هل يستطيع صحياً .. أنا نفسي معدتش أقدر
…طيب الأستاذ محمد أمين هيقدر يعمل يوتيوب ويتهايف على آخر الزمن … لا .. وحتى لو قدم محتوى راق وهادف ممكن يكون مالوش حظ مع الشاشة ومع جمهور الأيام دي ..دا راجل صحفي وكاتب قديم

طيب أيه حل الحكاية المغفلقة دي على رأي الصعايدة …
معلش يا استاذ محمد ممكن تطور نفسك سِنة صغيرة كدا .. مفيش مانع يا أستاذنا تجرب نفسك بردوا على اليوتيوب يمكن تضرب .. أكيد أنا عارف والله إنك رجل متطور وكلك نور وكتوبة ومفهومية وأستاذنا وأستاذ ال خلفونا


طيب ممكن يا دولة يعني بس يعني شوية رحمة كدا .. ما ينفعش كدا يعني ..دا احنا يا ما كتبنا وحاربنا واتحاربنا وفحتنا واتفحتنا، وصارعنا أعداء الوطن وحافظنا على تماسك النسيج الوطني ..وياما حاربنا فساد وخلافه ..

وعلى صعيد له دعوة بالموضوع .. العملاق عباس العقاد لم يبع مكتبته – كما أدعى الشاعر العملاق المختفي منذ سنوات فاروق جويدة – ..بل تبرع بها ..وإنشئت بها مكتبة عامة بأسوان .. وإن كان هناك البعض سابقا قد فعلها ولكن في ظروف وملابسات مختلفة

وعلى صعيد مالوش دعوة بالحدوتة خالص ممكن الأستاذ محمد الباز.و وهو من أشطر الناس اليومين دول .. لو سمحت يعني تسحب اقتراحك باختصار مسلسل الحشاشين لعرضه على العيال في المدارس.. لأحسن دا هيضرب المسلسل وهيضيع نجاحه ..


وياريت ..عظمة فخامة زعامة رئاسة سيادة معالي قداسة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة العظيم أشرف سالمان ، وشركة سنرجي للإنتاج الفني بزعامة القائد المفدى تامر مرسي، يتراجعا عن فكرة تحويل المسلسل العظيم إلى فيلم … هو كدا حلو أوي…….


وفي النهاية لنا بقية إن كان في العمر بقية
وداع مؤقت – عبدالعزيز صبره الرفاعي

تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان

عواد باع كُتبه/عواد باع كُتبه

زر الذهاب إلى الأعلى