من كل مكان

أحد الشعانين .. هل يتكرر مشهد دخول المسيح للقدس؟

أحد السعف هو يوم يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم، ويصادف الأحد الذي يسبق عيد الفصح مباشرة. يُعرف هذا اليوم أيضًا بأحد الشعانين في بعض الثقافات، ويُحتفل به تذكيرًا بدخول يسوع المسيح إلى مدينة القدس، وهو الحدث الذي تم استقباله فيه بحفاوة بالغة من قبل الجموع التي استقبلته بأغصان النخيل.

وتُظهر حادثة دخول يسوع المسيح القدس إلى أهميتها كمركز ديني وثقافي، وكيف أن دخول المسيح إليها كان بمثابة تحدي للسلطات الدينية والسياسية القائمة آنذاك.فهل يتكرر مشهد دخول المسيح للقدس المحتلة من جانب الكيان الصهيوني

في هذا اليوم، تقوم الكنائس في مختلف أنحاء العالم بتنظيم مسيرات واحتفالات تشمل حمل السعف وأغصان الزيتون والتلويح بها، تيمنًا بما فعله أهالي القدس عند استقبالهم ليسوع.

كما تُقرأ خلال القداسات قصة دخول يسوع إلى القدس، وتُرفع الصلوات والترانيم التي تعبر عن الفرح والترحيب بهذا اليوم المبارك.

يعد أحد السعف بداية لأسبوع الآلام الذي يختتم بعيد الفصح، وهو أسبوع يتأمل فيه المسيحيون آلام المسيح .

هذا الأسبوع هو فترة مهمة جدًا في العقيدة المسيحية، حيث يُظهر التفاني والتضحية التي قدمها يسوع من أجل البشرية.

أسبوع الآلام(الأسبوع المُقدّس)

أسبوع الآلام، المعروف أيضًا باسم الأسبوع المقدس، هو أسبوع مهيب وعميق الأهمية في التقويم المسيحي، حيث يتم احياء ذكرى آخر أسبوع من حياة يسوع المسيح على الأرض، بدءًا من دخوله المهيب إلى أورشليم وصولًا إلى صلبه .

يبدأ هذا الأسبوع بأحد الشعانين، حيث يتذكر المسيحيون دخول يسوع إلى أورشليم واستقباله بأغصان النخيل كملك، وينتهي بالاحتفالات المجيدة لعيد القيامة.

وقد تمّ وصف هذا الأسبوع في كُتب الطّقوس الرّومانيّة بأنّه عظيم نظراً للأعمال العظيمة التي قام بها النبي عيسى خلاله، وعلى الرّغم من كون الأيّام المُقدّسة فيه هي الجُمعة العظيمة والسّبت المُقدّس، إلّا أنّه تمت إضافة يوم الأربعاء بوصفه اليوم الذي تعرّض فيه عيسى عليه السّلام للخيانة من قبل يهوذا، وأُضيفت باقي أيّام الأسبوع في بداية القرن الثّالث الميلادي.

بحلول القرن الرّابع الميلادي أُطلق على الأسبوع لقب “المقدّس” من قبل أسقف الإسكندريّة أثناسيوس، وأسقف كونستانتيا ابيفانيوس، وبدأت الطّوائف المسيحيّة الاحتفال بهذا الأسبوع، وفصّلت أيّامه على أساس الأحداث المُرتبطة بها؛ فيكون يوم الخميس ذكرى خيانة يهوذا والإفخارستيّا، ثُم تذّكر آلامه وموته في يوم الجمعة، يتبعه السّبت لتذكّر دفنه، وينتهي الأسبوع بالاحتفال ببعثه يوم أحد الفصح

خلال أسبوع الآلام، يعيش المسيحيون أجواء من التأمل والصلاة، ويشاركون في طقوس وشعائر دينية تعبر عن مسيرة الآلام التي مر بها المسيح، مثل طقس غسل الأرجل، الذي يُجسد تواضع يسوع وخدمته للآخرين، وطقس الجمعة العظيمة، حيث يتأملون في آلام المسيح .

تُعد هذه الفترة فرصة للتفكير في معاني الفداء والتضحية والمغفرة التي تمثل جوهر الإيمان المسيحي.

يشكل هذا الأسبوع دعوة لتعايش بتواضع وحب ويسعوا إلى الخير والسلام، مستلهمين من تعاليم يسوع ومثاله في العطاء والتضحية. وفي نهاية هذا الأسبوع، يحتفل المسيحيون بعيد القيامة، الذي يُعد تذكيرًا بانتصار الحياة على الموت وأمل البشرية في الخلاص والحياة الأبدية

تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان

زر الذهاب إلى الأعلى