من كل مكان

الجمعة العظيمة .. العالم يتذكر آلام المسيح

طقس الجمعة العظيمة يحمل في طياته أعماق الروحانية والتأمل، حيث يحيي المسيحيون في جميع أنحاء العالم ذكرى صلب يسوع المسيح وموته على الصليب.

وهذا اليوم يأتي ضمن أسبوع الآلام، الذي يختتم بعيد الفصح، محتفلين بقيامة المسيح. في الجمعة العظيمة، تسود أجواء من الصمت والسكينة على المجتمعات المسيحية، حيث تغلق الكثير من المتاجر أبوابها وتتوقف العديد من الأنشطة اليومية احتراماً لهذا اليوم.

يعتبر الصيام والامتناع عن اللحوم طقساً معتاداً في هذا اليوم، إلى جانب مجموعة من التقاليد الأخرى مثل طريق الصليب، حيث يتبع المؤمنون المسار الذي سلكه يسوع وهو يحمل الصليب إلى جبل الجلجثة.

يُنظر إلى الجمعة العظيمة كزمن لتجديد الالتزام بالمحبة، التسامح، والغفران. بهذا اليوم، يتم التذكير بتضحيات المسيح و السير على خطاه في العطاء والتضحية والحب

ما هي طقوس الجمعة العظيمة؟

الطقوس الممارسة تختلف بين الطوائف المسيحية المختلفة، لكن تشترك معظمها في قداس الجمعة العظيمة حيث تتلى قصة الآلام من الإنجيل وتُقام صلوات خاصة تعكس معاني التوبة والتأمل في آلام المسيح.

  • في الكنائس الكاثوليكية، تُعقد طقوس الجمعة العظيمة دون إقامة القداس الإلهي، حيث يتم التركيز على قراءة قصة الآلام من الإنجيل، وتقديم صلوات الشفاعة لأجل العالم، وتقبيل الصليب كعلامة على الاحترام والتقدير لتضحية يسوع.
  • في الكنائس الأرثوذكسية، تتميز طقوس الجمعة العظيمة بمراسم طويلة ومعقدة تشمل قراءات من الكتاب المقدس، وأناشيد تعبر عن حزن وتأمل في معاناة المسيح، وكذلك موكب دوران القبر، الذي يرمز إلى دفن المسيح. يتميز هذا اليوم بالهدوء والصمت في تأمل معاناة المسيح وتضحيته.

ما يقال في يوم الجمعة العظيمة؟

في يوم الجمعة العظيمه، يميل الناس إلى استخدام عبارات تعكس الاحترام والتقوى لهذا اليوم. قد يقولون “تذكير بتضحيات المسيح” أو “لنعكس على معنى التضحية والخلاص”.

كما يشيع استخدام عبارات تشجيعية تحث على التأمل الروحي وتقدير التضحية العظيمة التي قدمها المسيح، مثل “لنجعل هذا اليوم فرصة للتأمل في معاني الحب والتضحية”.

في الكنائس والتجمعات الدينية، يتم تلاوة نصوص من الإنجيل تصف آلام المسيح وصلبه. الصلوات والعبادات في هذا اليوم تكون محملة بالتأملات الروحية والطلب من المؤمنين التفكير في معاني الغفران، التوبة، والتجديد الروحي

اقرا:أحد الشعانين .. هل يتكرر مشهد دخول المسيح للقدس؟

جبل الجلجثة

جبل الجلجثة، المعروف أيضًا باسم جلجثة، يحتل مكانة بارزة في التاريخ المسيحي كموقع يُعتقد أن السيد المسيح قد صُلب فيه.

يقع هذا الموقع خارج أسوار القدس القديمة، وقد ذُكر في الأناجيل الأربعة بالعهد الجديد. عبر العصور، تحول جبل الجلجثة من مجرد أرض شاغرة إلى موقع يزوره الملايين من جميع أنحاء العالم، لما يحمله من أهمية روحية وتاريخية.

الاسم “جلجثة” يأتي من الكلمة الآرامية “גלגלתא” التي تعني “الجمجمة”، ويُعتقد أنها تعود في التسمية إلى شكل الجبل الذي يشبه جمجمة الإنسان. وقد ارتبطت هذه التسمية بالعديد من التفسيرات التوراتية والتقليدية. على مر القرون، تغير مظهر المكان بشكل كبير، حيث أقيمت كنيسة القيامة فوق الجزء المعتقد أنه كان موقع الصلب والقبر، لتصبح مزارًا مقدسًا يشهد على عمق الإيمان المسيحي.

تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان

زر الذهاب إلى الأعلى