هذه خواطر وأفكار أكتبها من خلال مراقبتي ومعايشتي للسنوات الماضية.. فمصر استطاعت أن تنجو بنفسها من مخططات التدمير الشاملة للمنطقة العربية، عن طريق اليقظة والصمود والتصدي، تلك المخططات كانت تستهدف إعادة تشكيل المنطقة تحت زعامة تيارات تتخذ ستاراً دينياً، سواء كانت قيادات تلك التيارات تقوم بأدوار عملاء وخونة حقيقيين ، أو تم التلاعب بهم بطريقة ما ، ولكن في الغالب أن العديد من الشباب والكبار أيضاً كانوا وما زالوا مخدوعين برفع راية الدين ..
عبدالعزيز صبره الرفاعي:
الهدف الرئيسي للمخطط كان يركز على جعل المنطقة مركزاً للحرب على روسيا والصين ومن خلال ذلك تكون شعوب المنطقة وثرواتها وقوداً للحرب وأرضها مسرحاً للصراعات، وقد تم تنفيذ معظم مراحل المخطط بنجاح .. فقد تم تدمير العراق وجيشه ، وسوريا، وليبيا والسودان ..
ولو نظرنا بدقة سنجد أن تلك الدول هي المحيط الرئيسي بالكيان – إسrائeل – مثل سوريا والدول الداعمة لها أو التي تمثل بعداً وعمقا استراتيجياً مثل العراق بمعنى سوريا ومن خلفها العراق وقد نجح المخطط هناك كما رأينا
وفي حالة مصر ومن خلفها السودان وليبيا.. طبعا الهدف الرئيسي للمخطط والجائزة الكبرى كان تدمير مصر، وكان لزاماً لذلك تدمير ليبيا والسودان وهما البعد والعمق الاستراتيجي لمصر .. والحمد لله المخطط توقف عند حدود مصر بل وانعكس على أصحابه
وكان جزء كبير من المخطط أن تلعب الدول المحيطة بالدول العربية مثل تركيا وإيران وإثيوبيا دوراً كبيراً في خلخلة المنطقة وإدخالها في فترة اضطراب شديد عن طريق الضغط بالمياه كما حاولت إثيوبيا في نهر النيل، وتركيا في نهر الفرات ومنعت مياهه عن سوريا والعراق فعلا ، وكذلك عن طريق المزايدة على مصر وغيرها من الدول العربية عن طريق ادعاء عداوة زائفة من قبل كلا من إيران وتركيا للكيان ..والحمد لله قد انكشفت تلك التمثيليات الزائفة مؤخراً واتضح أن هاتين الدولتين كالجماعات والأحزاب والميليشيات التي تقومان بتمويلهما ليس لهم إلا في تدمير الجيوش والدول العربية والإسلامية فقط ..
على عكس ما كان مخطط أزاحت مصر الجماعة العميلة أو بفرض حسن النية أو بلغة مخففة الجماعة المُضللة أو المغرر بها من الحكم وصمدت مصر بقيادتها العسكرية في مواجهة كل الضغوط، بل واستطاعت أن تضاعف من قوتها العسكرية والاقتصادية وكانت يقظة لجميع محاولات جرجرتها إلى حروب تكون فرصة لتدمير مصر ..
ومن هذه المصائد التي كانت تُحاك لمصر، أن تتهور القيادة المصرية تحت ضغط ملف مياه النيل وتقوم بالهجوم على إثيوبيا وإثيوبيا بدورها استفزت مصر بكل الطرق وعلى مدى سنوات، بهدف أن تتهور مصر و تدخل هناك في تلك المناطق البعيدة فتكون مصيدة كاملة للجيش المصري، وقد شهد هذا الملف ضغطاً رهيباً على مصر – سبحان من ألهم قادتها الثبات والصمود والصبر ..
كان أهم سلاح لمصر في هذه المرحلة هو سلاح الصمود والثبات واليقين في المواجهة مع الصبر ورباطة الجأش، التهور كان هو الفشل أو السبيل الأكيد للفشل، وأستهدف المخطط إنهيار مصر تحت تأثير الضغوط المستمرة على الشعب من خلال تخويفه بحجة شريان حياته نهر النيل في خطر أو أنه قد جف فعلا، ومن خلال ضغوط اقتصادية وزيادة صعوبة المعيشة، مع حرب شائعات وأكاذيب ، وكانت المجازفة الوطنية هنا كبيرة إذ راهنت القيادة الصامدة على صمود الشعب ، خاصة وأن فئات متآمرة أو طماعة وجشعة استغلت الموقف أسوأ وأفحش استغلال ، ولم تستطع الدولة أن تفتح جبهات داخلية جديدة مع فئات رجال الأعمال والتجار وحاولت قدر المستطاع تطويع الأمور وتفادي انفجار الوضع الداخلي ..
واستطاعت الدولة أن تبدأ استعادة دورها الاقتصادي من خلال إعادة بناء وتشغيل وبناء مصانع جديدة والانطلاق في عمليات استصلاح أراضي واسعة للزراعة في الصحراء الغربية وسيناء، سيتم الكشف عنها قريباً وتباعاً وستكون مفاجآت ضخمة، وطبعاً معروف ومشهود عمليات البناء في كل مكان ..
سوف تلاحظ هنا عزيزي القارئ ، أخي المواطن، أن كل أدوأت أو أفكار نجاح مصر والتي مكنتها من الصمود والمواجهة كانت تلك الأدوات والأفكار محل هجوم شرس وعنيف من عملاء الداخل وأعداء الخارج، وعلى سبيل المثال – تتذكر كم الهجوم الذي تعرضت له عمليات تقوية الجيش المصري وسيطرته .. فاكر لما كان يُقال هو السيسي بيشتري سلاح ليه وحاملات طائرات ..أظنها نفعت الآن وظهرت لنا أهميتها وأننا حتى لو بيتنا من غير عشاء كانت حاملات الطائرات والطائرات العسكرية الحديثة أهم ومسألة حياة أو روح ..بل مسألة بقاء مصر أو لا قدر الله ضياعها وضياع العرب والأمة من ورائها
..وزي ما حضرتك شايف الأمة عليه العوض فيها، والأمل طبعا أن يحفظ الله مصر لتصد وتدافع عن الأمة كما حدث في مواجهة التتار المغول والحملات الصليبية ..والتحرر من الاستعمار الغربي ..
ومن هنا أنطلق معك إلى أن مصر تقف الآن بكل قوة – عسكرية واقتصادية- ضد تهجير الفلسطينيين..بس للأسف ماحدش فاهم – طبعا أقصى وغاية ما يتمناه الأعداء هو أن تتهور مصر وتكون قدمت الحل للأعداء على طبق من ذهب ، فبمجرد تهور مصر سيتم الانقضاض عليها من القوى المعادية الكبرى التي تنتظر ذريعة .. وتوجه لمصر الآن اتهامات بانها هي من يقف وراء حماس، وهنا يجب التفريق بين حماس في الداخل والتي تواجه وهي ليست بعيدة عن مصر، وبين قيادات حماس في الخارج في فنادق قطر وتركيا واللمولة من إيران غيرها في اطار التمثيلية الكبرى وفكرتها ..غدعاء وتمثيل حرب وعداوة مع الكيان حتى يتم توريط مصر ..لكن مصر صاحية لكل الألاعيب ..قديمة إلعبوا غيرها
ولذلك فمصر تقف ضد تهجير الفلسطينيين واخلاء اراضي جديدة مثل غزة ، ونتحمل كل الضغوط من أجل بقاء الشعب الفلسطيني مكانه فأسوأ ما يمكن حدوثة للقضية الفلسطينية هو ترك مزيد من الأرض وإخلاءها للعدو ..
ولتعلم أن مصر أوقفت الأمور على حافة الحرب وأكدت هذا عملياً لمنع تحرك قوات العدو إلى ممرات فيلادلفيا والاقتراب من رفح وفي هذه الحالة سيكون الكيان العدو هو الذي أخطأ وخالف اتفاقية كامب ديفيد وسيكون فد خسر الموقف الدولي وسيكون موقف مصر هنا كمدافع وليس متهور مهاجم ..
…والأهم هنا هو حالة اليقظة والاستعداد المستمر ..اصحى ليغفلوك ..قديمة أيضاً…
وفي النهاية مصر وضعت خطوط حمراء على مبدأ ياروح ما بعدك روح ..وأساس حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (لا تتمنو لقاء العدو ..) ولكن إذا جاءت الحرب فأهلا بها .. إمتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ – الأنفال 45 و46 –
والحمد لله قد نفذنا أمر الله من قبل في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) الأنفال آية 60
طبعا عزيزي القارئ ستلاحظ أننا لم نذكر أسماء بعض الدول الشقيقة وهم للأسف كثير ..ولكن هو دا تمامهم والله ..ما يتذكروش لا في حرب ولا في سلام ..
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان