أدب الصوفية مع رب البرية


يقولون إن الطريق – طريق التصوف – أدب ، مع الله سحانه وتعالى، لا إله إلا هو ، ومع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ومع آل بيت سيدنا رسول الله ، وأصحابه الكرام
ففي التصوف الأدب قبل كل شئ ، ومن خلال التعرف على أدب التصوف نستطيع بسهولة أن نتعرف على إجابة الأسئلة التي تدور في أذهان وقلوب وصدور الكثير من الناس الآن، وهي ما هو التصوف؟ ولماذا التصوف؟


عبدالعزيز صبره الرفاعي:


والحقيقة هذا موضوع صعب ، من ناحية ما هو أدب التصوف .. أداب الطريق إلى الله..وما هو التصوف أصلا ؟ وباختصار وبسهولة فالتصوف هو محاولة الوصول إلى مقام الإحسان من خلال التخلص من أمراض النفس وشكوكها ..وتزكيتها ومن خلال الحب لله ولرسوله وللمؤمنين ولخلق الله آجمعين …وهذه أمور يصعب حصرها
أما أداب التصوف ..فلن نجد لها تبسيطاً وتيسيراً وتسهيلا ً للناس أفضل من تحقيق الدكتور محمد سعد شحاته، لكتاب الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية لصاحبه فضيلة الإمام عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه وأرضاه ..

الإمام عبد الوهاب الشعراني:

وصفه د. توفيق الطويل في كتابه: الشعراني إمام التصوف في عصره، أنه – الشعراني- “عملاق عصره علمًا وتصوُّفًا”، وأنه “أكبرُ مَن حملت أرضُ مصر في عصره من أهل العلم وأرباب الطريق”، وأنه “إمامُ مُتَصَوِّفَةِ العصر العثماني في مصر وهو الذي التقت عنده زعامة الطريق وصدارة العلم في عصره”

نسب وتعريف الإمام عبدالوهاب الشعراني:

يُكنى بـ (أبوالمواهب وأبوالفتوحات) واسمه عبدالوهاب الشعراني أو الشعراوي ابن الشيخ أحمد، بن الشيخ علي، بن الشيخ أحمد، بن الشيخ محمد بن الشيخ موسى، بن السلطان أحمد، سلطان تلمسان وما جاورها بالمغرب، ابن السلطان سعيد، بن السلطان فشين بن السلطان محيي الدين، بن السلطان ذوفا بن السلطان ريان، بن السلطان محمد بن السيد موسى، بن السيد محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن أبي طالب.


وُلِد عبدالوهاب الشعراني عام 899 هـ، في دار جدِّه لأمه بقرية قلقشندة بالقليوبية بمصر، وبعد تمام أربعين يومًا رجع إلى بيت أبيه في قرية ساقية أبي شعرة بالمنوفية بمصر، وإليها يُنتسب؛ فيُقال: الشعراوي أو الشعراني، لكن الأشهر فيه الشعراني.


وعاش الشعراني بمصر وتوفى بها سنة 973هـ، وينحدر في نسبه عن قبيلة بني زُغلة من عرب المغرب، التي يتصل نسبها بالإمام علي بن أبي طالب عن طريق ابنه السيد محمد بن الحنفيَّة.


وكان جده أبو عبدالله أحمد الزُّغلي هو سلطان تلمسان وما والاها ببلاد المغرب
تلقى تعليمه في الأزهر الشريف على علماء عصره، وأحصاهم المليجي بالسبعين واحدًا من كبار شيوخ عصره، إلى أن أجيز في علومه كلها بإجازات غير مسبوقة، منها إجازة حصل عليها من الجلال السيوطي، قبل أن ينتسب إلى الأزهر وهو طفل لم يتجاوز العاشرة عندما زاره برفقة أبيه قبيل وفاته، ثم عاد إليه مرة أخرى بعدما التحق بالأزهر ودارسه ما كان قد أجازه فيه فأجازه مرة أخرى قبل شهر واحد من وفاته.


ثم اتصل بشيوخ عصره من أئمة المذاهب الأربعة، وشيوخ التصوف ليرتفع عدد شيوخه إلى مائتي شيخ، أحصاهم هو في كتابه: التحدث بنعمة الله، أو: المنن الكبرى، وذكرهم عنه صاحب مناقب الشعراني الكبرى .

وكان من شيوخه في التصوف الشيخ علي الشوني والشيخ زكريا الأنصاري والشيخ محمد الشناوي. أمَّا أستاذه في الطريق ومرشده الروحي فهو الشيخ علي الخواص البرلسي وبعدهم “اتصل بالصادقين من شيوخ عصره وأخذ عنهم كافة الطرق المعروفة في أيامه: الرفاعية، والقادرية، والأحمدية، والبرهانية، والشاذلية والسهروردية والنقشبندية والحسينية والوفائية والكشيرية والمدنية والفردوسية والأوسية والهمدانية والطيفورية والشطارية والخضرية والأدهمية والعزيزية والسعودية والمصافحة والطيلسان والرداء والمئزر” لكنه قال عن نفسه إنَّه شاذلي المشرب في أكثر من موضع من هذا الكتاب ( الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية).


استحق بذلك أن يصفه المليجي، بأنه شافعيّ، أشعريّ، شاذلي، شناويّ، أحمديّ، وفائي، علوي، أنصاري، صوفي، قرشي ، وهو ما تكرر فيما بعد على لسان الطويل، لكن بعبارة أخرى رأت أنه “على هذا النحو تصوَّفَ الشعرانيُّ، وكان تصوُّفه بدء عصرٍ جديد تطلَّع فيه إلى انتزاع السيادة الروحية في العلم والطريق”.


وبينما قال الطويل إنه خلَّف ثلاثمائة كتاب، أحصى له علي مبارك في الخطط التوفيقية سبعين كتابًا، وله خمسون مخطوطا في دار الكتب الملكية، وأحصى بروكلمان له ستين كتابا مخطوطة ومطبوعة في أرجاء العالم


أهم كتب عبدالوهاب الشعراني:
1- إرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء العاملين ومعه عقيدة أكابر أهل السنة والجماعة
2- الأنوار القدسية فى معرفة قواعد الصوفية
3- الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية
4- الأنوار في آداب الصحبة عند الأخيار
5- الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والعلوم
6- الدرر واللمع في بيان الصدق في الزهد والورع
7- القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية
8- الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر
9- الكوكب الشاهق فى الفرق بين المريد الصادق وغير الصادق
10- اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر
11- تنبيه المغترين أوائل القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر
12- درر الغواص على فتاوى سيدي علي الخواص
13- لطائف المنن والأخلاق بوجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق
14- لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية
15- مختصر الاعتقاد للبيهقى
16- مختصر تذكرة السويدي في الطب
17- مختصر تذكرة القرطبي
18- منح المنة في التلبس بالسنة
19- الميزان الذرية المبينة لعقائد الفرق العلية
20- الطبقات الصغرى
21- موازين القاصدين من شيوخ ومريدين
22- المنح السنية على الوصية المتبولية
23- كشف الحجاب والران عن وجه أسئلة الجان
24- ردع الفقراء ودعوى الولاية الكبرى
25- البحر المورود في المواثیق والعهود
26- منهاج الوصول إلى مقاصد علم الأصول
27- تطهير أهل الزوايا من خبائث الطوايا
28- الجواهر والدرر
29- القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية
30- إرشاد المغفلين من الفقهاء والفقراء إلى شروط صحبة الأمراء ومختصره
31- كشف الغمة عن جميع الأمة
32- الطبقات الكبرى المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب العلماء والصوفية
33- الميزان الكبرى
34- الأخلاق المتبولية المفاضة من الحضرة المحمدية

أول الآداب من منهج الشعراني:
نبدأ التعرف على آداب التصوف والطريق إلى الله من خلال تعريف المحقق د. محمد سعد شحاته لمنهج الإمام عبدالوهاب الشعراني في كتابه الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية فيقول

: يبدأ الإمام الشعراني كتابه: “الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية”، كعادته في بقية كتبه بالبسملة، ثم حمد الله تعالى تحقيقا – لنهجه الذي أوضحه في كتابه فيما بعد- من أن الأمر كله لله سبحانه. فهو يستحق الحمد في البدء والمنتهى. ويلتزم صيغة الحمد الجامعة: “الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، حَمدًا يُوافِي نِعَمَهُ، وَيُكافئُ مَزيدَهُ. يا رَبَّنا لكَ الحمدُ كَمَا ينبغِي لجلالِ وَجهك، ولِعَظيمِ سُلطانِك. سبحانك، لا نُحصي ثناءً عليكَ. أنتَ كما أَثنَيتَ على نفسِكَ”.
ثم يعقبها بالصلاة والتسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “والصلاةُ والتسليمُ على أَشرفِ المرسلينَ، محمدٍ خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين”.


ويوضح دافعه للكتابة وسبب تأليفه الكتاب بقوله:“وقد سألني بعض الفقراء من الإخوان، نفع الله بهم، أن أُملِي على هذا الإلقاء المذكور جملة مما فهمته منه من آداب العبودية، وجملة من آداب طلب العلم النافع، وجملة من آداب الفقراء عمومًا وخصوصًا، وما يدخل على كل طائفة من الدسائس في مقاصدهم؛ لأن الشيطان لهم بالمرصاد، ولا ينجو منه إلا القليل من عباد الله؛ فأجبتُ إلى ذلك، وختمت الأبواب بجملة من مقامات السالكين، التي سقطت بمقام العبودية لله تعالى، وأنها أخص مراتب الأنبياء والصديقين، وسميتُها: رسالة الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية”.

القسم الأول
في بيان آداب العبودية على الإطلاق
من شأن كل العبيد ألا يقفوا مع شيء من المواهب
التي منحهم السيد بها وينسون حقوقه على الإطلاق .
ووظيفة العبد، وخطر أن يظهر لك الإخلاص في نفسك
الأجور مترددة بين الحقِّ والخلق..
نهاية الفقيه مبتدأ الفقير..
ومن شأنهم الرضا عن الله في كل حالة…
وألا يشهدوا لهم ملكا لشيء لا باطنا ولا ظاهرا
وأن يروا جميع النعم التي بأيديهم بوجهين:
وجه نعمة، ووجه بلاء ومحنة..
عامله بالأدب يخلع عليك العلوم
ومن شأنه أن يأخذ بالأحوط لدِينه
ويخرج من خلاف الأئمة
رضي الله عنهم ما أمكن واستطاع..
والفرق بين رتبتي الفرض والتطوع..
واعلم أنك كما تدين تدان،
وكما يكون أمر الحق عندك؛ تكون عنده

القسم الثاني: في آداب طلب العلم النافع:
عمدة هذا الباب الإخلاص لله تعالى
ومن شأن طالب العلم أن ينظف باطنه
من الخصال المهلكة كالكبر والحرص
ودعوى العلم ومحبة الدنيا
مُبتدأُ الفقيرِ نهايةُ الفقيهِ….
ومن شأنه أن لا ينشر علمه ليصدقه الناس وإنما ينشر ليصدقه الله
مقام العبد يظهر من كلامه، والظاهر عنوان الباطن..
ومن شأنه ألا يقتصر على التعلم دائما
بل يكون له عمل غير العلم من قيام الليل والصدقات بما تيسر
ومن شأنه أن يتأدب مع الله تعالى ولا يتكلم إلا فيما يعلم..
ضوابط تأوّل كلام الله:
الكلام عن المحكم والمتشابه وأمثلته وتأويله
ومن شأنه ألا يخوض في التكلم على معنى معاصي الأنبياء
لاسيما صورة معصية أبي المرسلين آدم صلى الله عليهم وآلهم آجمعين وسلم
الرطب المعمول ليس كالجني..
والعجب ممن يؤول كلام الحق مع كماله
ولا يؤول كلام البشر مع نقصه
ومن شأنه ترك التعصب لإمامه إذا علم ضعف دليله.
ومن شأنه ألا يكون عنده كبر ولا دعوى بعلمه واوسع إطلاعه
وليعلم أنه كلما ازداد علمه كثر حسابه وتوبيخه في الآخرة
من لم يشهد أن الشريعة واسعة تسع جميع المذاهب لزمه أمرٌ شنيع
والفرق بين الفهم عن المتكلم والفهم للكلام
ومن شأنه أن لا يعاهد الله حين يتعلم العلم على الجزم بالعمل به
والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق
ومن شأنه إذا كشف الله تعالى عن بصيرته وفهم أسرار الشريعة
لا يتقلد عن نقل القلب في الأحكام من غير نظر في الأدلة
ومن شأنه أن يتوقى الفتوى بالتحكيم على الله تعالى
في الأمور المجهولة التي لا تعلم إلا بالكشف الصحيح

القسم الثالث: في آداب الفقراء والمشايخ من السلف الصالحين
فمن شأن الفقير أن لا يدخل في طريق إلا بعد تضلعه في علم الشريعة والحديث
ومن شأنه أن ينزل الناس منازلهم، ولا يتبع التقليد في ذلك.
واعلم أن الدنيا ليست بموطن ظهور الجزاء للتكليف.
ما على الرسول إلا البلاغ
اعلم أن المانع من الأدب في ابتداء الحال، الحجابُ وإقامة الحجة..
ومن شأنه مادام قاصرا عن درجة الفقراء الصابرين
أن لا يتكدر إذا مرض ممن لم يزره..
ومن شأنه أن لا يرى بيده نفعا ولا ضرا لأحد دون الله تعالى
ومن شأنه أن لا يتغير بشيء برز في الكون
ومن شأنه أن لا يتصدى لباب التسليك والمشيخة
إلا أن يكون يعرف تلاميذه من يوم ألست بربكم
واعلم أن شرط المُسلك أن يعتمد في التسليك على ما يلقيه الحق في قلبه
لا يتحد اثنان في ذوق، ولا يصير الصوفي صوفيا بمحض المطالعة
الكلام على قوله تعالى: « كل يوم هو في شأن»
ومن شأنه أنه يحب من يحسن إليه لله تعالى
وألا يظهر عند زيارة من يستحي منه من المشايخ وغيرهم ممن يعتقده
ومن شأنه ألا يكون عنده طلب لحالة
يعظم بها في عيون الخلق ولا يعظم بها عند الله تعالى
ومن شأنه أن يخفض جناحه للمؤمنين
امتثالا لأمر الله تعالى لا لعلة من العلل
ومن شأنه أن لا يفرح بزيارة الناس له في وقت حزبه وأوراده
ومن شأنه أن يستر حاله وعورته الباطنة ما أمكن
ومن شأنه أن ينظر في مصالح إخوانه ويأمرهم بالحرفة وعمل اليد
ومن شأنه أن يكون ناصحا لنفسه ولإخوانه
من غير قصد ولا دعوى ورؤية نفس عليهم
ومن شأنه إذا ابتلي بالتصدي لباب التسليك قبل تأهله له
أنه ينبغي له أن يرى أن غير تلك الحالة التي هو عليها أولى
خلوة المريد ومفهومها وشروطها، ومشروعيتها
ومن شأنه أن يقتدي بالنبي ﷺ في الأفعال الشاقة على النفس
ومن شأنه أن لا يتكدر ممن بلغه عنه أنه يخرجه عن رتبة الصالحين
ومن شأنه أنه يراعي الأدب ويرى أنه أضعف خلق الله تعالى
ومن شأنه مادام تلميذًا أن يتأدب مع شيخه ويعتقد فيه ما أمكن
من لم يعرف الأولياء وأرباب النوبة والقطب فهو معذور..
ومن شأنه أن كل من تمشيخ عليه يتتلمذ له، وإن مدّ له يده ليقبلها فليقبل رجله
مناظرة كلب السوق مع كلب الصيد
ومن شأنه أن يحفظ لسانه في حق أقرانه
وهذه الخصلة مصيبة لا يخلص منها إلا القليل من الفقراء
ومن شأنه أن يتنبه لما يحصل بسبب الإذن في التلقين
في شيخه أو غيره من ترك النصح من إخوانه وتلامذته
ومن شأنه أن لا يقتصر على لبس الزي والهيئة
وإرخاء العذبة (طرف العمامة) وحضور الولائم
ومن شأنه أن يكتم مساوئ أقرانه
ويظهر محاسنهم والثناء عليهم وينشر ذكرهم بلا علة
ومن شأنه أن يحذر أن يتدارك دعوى تقع منه
بذكر أمور توهم السامعين تبرئة من الدعوى
مع أنه صار قلبه قدر الصندوق من الفرح لما رآهم صدقوه في دعواه
ومن شأنه إذا جلس لإرشاد الخلق
بإذن خاص في منامه من النبي ﷺ
أن لا يرى له بذلك مزية وتخصيصا
على من لم يحصل له ذلك من أقرانه وغيرهم
ومن شأنه أن يتثبت فيما يحكيه عن نفسه
من الوقائع والأحوال وإن كان ذلك
من حيث لم يترتب عليه مصلحة دينية
المراد بالهوى إرادة العبد إذا خالفت الميزان الشرعي
والهوى في فعل الأشياء المذمومة كما في تركها
ومن شأنه أن لايركن إلى الإذن له بالسلوك والإرشاد من شيخه أو من غيره
ومن شأنه أن يكون يقظا فطنا لما يبرز منه
فلا يعطي كل جليس إلا ما يقبله استعداده
ومن شأنه ألا يكثر الخوض في معنى الآيات المتشابهة
ومعنى الصفات والأسماء ومقطعات حروف المعجم وغير ذلك
ومن شأنه أن لا يميل لقول الخلق
فلان شيخ وذكرهم له مع جملة مشايخ عصره
ومن شأنه أن يتهم نفسه بالسوء دائما
ولا يستحسن لها حالا ولا مقالا بل لا يرى شيئا من ذلك
ومن شأنه أنه كلما سمع كلاما نصحا
في حق غيره يأخذه في حق نفسه ويتعظ به كأنه هو المخاطب
ومن شأنه أن يحب الذم فيه بنسبة صفات النقص إليه
ومن شأنه التسليم لله في جميع الأمور
ولا ينافيه الاعتراض على الخلق فيما فعلوه مخالفا للشرع

اقرا:فضل دلائل الخيرات .. مفتي الديار  المصرية ؟

خاتمة فيما خرج من مقامات السالكين الساقطة بالعبودية:
ليس في الطريق إلى الله أقرب من باب العبودية
وعلى قدر القرب يكون الخوف من الله تعالى
لا غاية للعبد يقف معها دون معرفة سيده..
ومن ذلك رؤية العبد أنه تاب مما سوى الله تعالى
ومن ذلك الحزن؛ فالعبد لا يحزن على فوات شيء..
ومن ذلك الخوف والرجاء
ومن ذلك الزهد في حظوظ الدنيا والآخرة
ومن ذلك الورع عن كل ما يشغله عن الحق سبحانه وتعالى
وجود المعصية من خلقة كمالٌ له
واعلم أنه يقع للسالك في حال نقصه غلبة شهود الفعل لله تعالى..
ومن ذلك رؤية كونه من أهل التبتل
ومن ذلك رؤية كونه مخلصا
أو شهود غيبته عن هذه الرؤية
بشهود إقامة الله تعالى له في الخلاص من غير تعمّلٍ
ومن ذلك رؤية نفسه من أهل التوكل
ومن ذلك رؤية كونه من أهل التفويض
ومن ذلك رؤية كونه من أهل الثقة بالله تعالى
ومن ذلك رؤية كونه من أهل التسليم
ومن ذلك رؤية كونه من أهل التقصير
ومن ذلك رؤية كونه من أهل الرضا
بما قسمه الله تعالى له في جميع الأحوال
ومن ذلك رؤية كونه من أهل الشكر لله تعالى
ومن ذلك رؤية كونه صادقا في أفعاله وأحواله
ومن ذلك رؤية كونه من أهل المعرفة بالله تعالى
ومن ذلك رؤية القاصر نفسه صار من الذاكرين الله تعالى
ومن ذلك رؤية كونه صار من الفقراء الذين لا يملكون شيئا من الأكوان
ومن ذلك رؤية كونه من أهل التوحيد

الأوراد اليومية لدلائل الخيرات

تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان

Exit mobile version