دعاء الرسول في الطائف
زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للطائف كانت حدثًا مهمًا في تاريخ الدعوة الإسلامية، وقد حدثت في العام العاشر للبعثة النبوية، بعد وفاة عمه أبو طالب الذي كان يوفر الحماية المعنوية للرسول الكريم (ص) ،وزوجته خديجة رضي الله عنها، التي كان توفر للنبي صلى الله عليه وسلم الحماية الاجتماعية التي كان يتمتع بها في مكة.
في الطائف، قدم النبي، صلى الله عليه وعلى اله وسلم، دعوته لثلاثة من زعماء ثقيف، ولكنه واجه رفضاً قاسياً وإهانات منهم ومن أهل الطائف. لم يكتفوا برفض الدعوة، بل أغروا الصبيان والسفهاء الذين آذوه ورشقوه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفتان، في موقف يُظهر عظم صبره وتحمله في سبيل نشر الإسلام.
رغم هذه المعاملة القاسية، لم يدع النبي، صلى الله عليه وعلى اله وسلم على أهل الطائف بالهلاك، بل دعا لهم بالهداية وأن يخرج من أصلابهم من يوحد الله.
.وفي لحظة من اللحظات العصيبة والألم الشديد، التجأ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلى الله بدعاء صادق مليء بالتواضع والإيمان.
رفع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يديه إلى السماء ودعا قائلًا: “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.
هذا الدعاء يعبر عن عظمة نفس النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصبره وتوكله على الله في أشد اللحظات صعوبة وألمًا. يُظهر لنا كيف أن النبي، على الرغم من مكانته، لجأ إلى الله في كل حالاته، سواء في السراء أو الضراء، مؤكدًا على أهمية التوكل على الله والصبر والدعاء في مواجهة الصعاب.
دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الطائف يُعد درسًا في الإيمان والثقة بالله والتسليم لقضائه وقدره، مهما كانت الظروف صعبة
اقرا:شجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم-
دعاء الرسول في الطائف
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان
