أشرقت شمس زينب على مصر.. فعمتها البركات وأقام الله بها بأرضها الصلوات
من هي السيدة زينب
هي السيدة بنت السادة، هي زينب بنت علي الكرار بن أبي طالب ..أمها سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله آجمعين وسلم تسليماً
وجدتها لأمها ستنا السيدة خديجة بنت خويلد أول أزواج رسول الله وأول أمهات المؤمنين وفيهم أجمعين لا يستطيع قلم ولا متكلم وصف شرفهم وكرمهم
صفات السيدة زينب:
هي في بعض ترجمات العاشقين الصوفية: حضرتها زي النبي
وسيدتنا السيدة زينب هي: الحسيبة النسيبة الطاهرة الشريفة ريحانة أهل البيت بطلة كربلاء وعقيلة بني هاشم وأم هاشم ورئيس الديوان وصاحبة الشورى
أم العواجز ..جبل الصبر
الكريمة السخية ، اللبيبة الجزلة، أم الأيتام والمساكين، صاحبة الإيمان الراسخ، الشامخة شموخ الجبال الرواسخ، قرع من أفرع شجرة النبوة، صاحبة الحكمة والمواعظ، قدوة الأولياء والصالحين، الفقيهة، الزاهدة، الورعة التقية النقية الزكية الهاشمية الطاهرة صاحبة المواهب الربانية، والإمدادات الصمدانية، والإشارات الرحمانية
البلسم الشافي والنور الكافي والحصن الدافي والمسك الصافي والمدد الوافي
منهل العارفين وقمر الناظرين وقبلة العاشقين وروضة العاكفين وزمزم المحبين وكعبة القاصدين محبوبة رسول رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
نسب السيدة زينب
السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها، هي بنت فاطمة البتول، بضعة سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم..أبوها سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب..وجدتها خديجة بنت خويلد.
وأخواها الشقيقان القمران النيران، سيدا شباب أهل الجنة، مولانا الإمام أبي محمد الحسن، ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنهم جميعًا.
فهي السيدة زينب رضي الله عنها بنت سيدنا الإمام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم.. وتمتعت رضي الله عنها وأرضاها بجمال الخِلقة والخُلُقِ، واشتهرت بالصبر والشجاعة والإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها.
مولد السيدة زينب
تبدت للوجود ستنا السيدة زينب الكبرى في شهر شعبانمن السنة الخامسة للهجرة .. وكان بيت النبوة يترقب مولدها السعيد، وما إن وضعتها أمها البتول سرت بها السيدة أسماء بنت عميس وحملتها وقالت للسيدة الطاهرة فاطمة البتول، يا بنت سيدنا رسول الله، إنها شبيهة بك في جمال الخلقة وحُسن التكوين، وإن جمال النبوة مجسم في هذه المولودة وما أشبهها بأخيها الحسين، فحمدت الزهراء الله تعالى على نعمته ، ثم جاءت بها إلى الإمام اعلي وقالت له : سم هذه المولودة
فقال: ما كنت اسبق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، .. ثم أتى رسول الله إلى بيت الإمام علي وسيدتنا فاطمة، فسأله الإمام علي أن يسميها
فقال: ما كنت لأسبق ربي تعالى
فهبط الأمين جبريل يقرئ السلام من الله على رسولنا الكريم وقال له:سم هذه المولودة زينب فإن الله قد اختار لها هذا الاسم
من هو زوج السيدة زينب؟
تزوجت رضي الله عنها وأرضاها بابن عمها سيدنا عبد الله بن جعفر (الطيَّار) بن أبي طالب، وكان عبد الله هذا فارسًا شهمًا نبيلًا كريمًا، اشتهر بأنه (قطب السخاء)، وهو أول طفل ولد أثناء الهجرة الأولى بأرض الحبشة، وهو يكبُر في العمر بخمس سنوات؛ أي إنه عاصر إشراق النبوة عشر سنوات، ومنه أنجبت ذكورًا وإناثًا، ملئوا الدنيا نورًا وفضلًا، وهم جعفر، وعلي، وعون الكبير، ثم أم كلثوم، وأم عبد الله، وإليهم ينسب الأشراف الزَّيَانِبَة، وبعض الأشراف الجعافرة
ولَمَّا شُغِلَتْ السيدة زينب رضي الله عنها بأمر الدعوة، مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنها، وكان لها درس دوري حافل تُثَقِّفُ فيه النساء، وتُعَلِّمُهُنَّ أمور الدين والدنيا.
ولَمَّا شغلها أمر الدعوة والجهاد، أذنت لزوجها عبد الله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ورزق منها بـ (محمد وعبيد الله)، اللذين استشهدا مع الإمام الحسين في كربلاء، ثم تزوَّج عبد الله بـ (جمانة المزارية) بنت المسيب أمير التوابين (الذين خرجوا بعد مقتل الحسين رضى الله عنه على ابن زياد؛ من أجل أهل البيت)، ورُزِقَ منها بـ (عون الأصغر)، الذي استشهد يوم الحرة، مع أبي بكر أخيه من الخوصاء زوجة أبيه.
اقرا:مسجد السيدة زينب يستقبل المصلين بعد التجديد
تحملها الشدائد .. جبل الصبر
صاحبت شقيقها الإمام الحسين في الجهاد في رحلته، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها.
أستشهد سيدنا الحسين وأخذت سيدات وأطفال بيت النبوة أسرى، وقفت على ساحة المعركة، تقول (يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح) فلم تبقَ عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف.
كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتَّسَرِّي، وحَمَى الله عليًّا الأصغر زين العابدين من القتلِ، ففي يوم كربلاء كان سيدنا علي زين العابدين طريح الحُمى فلم يحضر الواقعى الكبرى، فلما دخلوا عليهم الخيمة وأراد أحدهم أن يضربه بالسف ، وضعت ستنا السيدة زينب رأسها بجوار رأس سيدنا علي زين العابدين، وقالت له إن كنت فاعل فبضربة واحدة
فنجى الله بشجاعتها سيدنا علي زين العابدين فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، ولقبت بلقب (بطلة كربلاء زينب).
هجرة السيدة زينب إلى مصر
وبعد عودة السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقَوا رأس سيدنا الحسين بدمشق ليطوفوا به الآفاق؛ إرهابًا للناس، أحسُّوا بخطرها الكبير على عَرْشِهِم، فاضطروها إلى الخروج، فَأَبَتْ أن تخرج من المدينة إلا محمولة، ولكن جمهرة آل البيت أقنعتها بالخروج، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت.
ويُروي أن عبد الله بن عباس نصح السيدة زينب بالذهاب إلى مصر المحروسة قائلا : يا بنت بنت رسول الله, إذهبى إلى مصر, فإن فيها قوماً يُحِبُونكم لله, و لقرابتكُم لرسول الله..
وجاءت السيدة زينب أوائل شعبان سنة 61 من الهجرة، ومعها علي زين العابدين وفاطمة النبوية وسكينة القلوب وزينب حورية آل البيت أبناء الحسين، وبقية ذرية آل بيت النبوة الذين نجاهم الله بشجاعتها وتحملها، واستقبلها أهل مصر في (بُلْبَيْس) بُكَاةً معزِّين، واحتملها والي مصر (مسلمة بن مخلد الأنصاري) إلى داره بالحمراء القُصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن).
حي السيدة زينب
ومنطقة السيدة زينب بالقاهرة كانت تُسمى بـ قنطرة السباع، نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد
كان المسجد الزينبي قصر أمير مصر مَسْلَمَةَ بن مخلد قائمًا على الخليج المصري،(أهداه إلى حضرتها وأصر ألا تقيم في مكان غيره) عند قنطرة على الخليج كانت تسمى (قنطرة السباع)؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.
هل السيدة زينب مدفونة في مصر؟
انتقلت السيدة زينب إل الرفيق الأعلى مساء الأحد (15 من رجب سنة 62هـ)، وتشرفت أرض مصر بها في مخدعها وحجرتها من دار (مَسْلَمَةَ) التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن مسجد السيدة زينب بالقاهرة
دعاء السيدة زينب لمصر
وقد حظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على رضى الله عنها لأهلها عندما قدمت إليها داعيه :
” يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا “…فبارك الله مصر وحفظها ببركة آل البيت ودعاء سيدتنا السيدة زينب
عبدالعزيز صبره الرفاعي
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان