دين ودنيا

حكم تارك الصلاة

حكم تارك الصلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة

الصلاة عماد الدين، هي أحد أركان الإسلام، وأمرنا الله عز وجل بإقامة الصلاة؛ فقال سبحانه: ﴿وأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43]

الصلاة ليست مجرد فروض تؤدى في أوقات محددة، بل هي وسيلة للتواصل المباشر مع الله عز وجل، تتجلى فيها الخشوع والعبودية والتقرب إلى الله

والصلاة لها عناية خاصة في الإسلام، فحُدد لها أركان وأوقات وبداية ونهاية، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعي، ولا يُعدُّ ترك الصلاة كسلًا عذرًا شرعيًّا، فمن تركها تهاونًا وتكاسلًا كان علينا المداومة على نصحه وترغيبه في المحافظة عليها بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كما قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125]، مع الصبر على ذلك مهما طال الزمن؛ كما قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]

الدعاء لتارك الصلاة

والدعاء له بالهدى وأن يشرح الله صدره لطاعته؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ، كُلَّمَا دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَسرعُ الدُّعاءِ إِجابةً: دُعاءُ غَائِبٍ لِغائبٍ»؛ فإنه على معصية يحتاج إلى من يأخذ بيده من وحلها لا إلى من يُفقده الأمل في التوبة منها فيكون عونًا له على الإصرار عليها كالشيطان.

حكم تارك الصلاة تكاسلا في المذاهب الأربعة

يتفق الفقهاء على أن الصلاة هي فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل، وأن تركها بدون عذر شرعي يُعد من الكبائر.

تختلف المذاهب الفقهية في تحديد حكم تارك الصلاة، ولكن هناك اتفاق عام على أن ترك الصلاة عمداً وبدون عذر هو أمر يُدان بشدة.

في المذهب الحنفي، يُعتبر تارك الصلاة فاسقاً، ويُعاقب تعزيراً (أي عقوبة تقديرية يحددها القاضي) ولكنه لا يُكفَّر.

بينما في المذهب المالكي والشافعي، يُعتبر تارك الصلاة كسلاً فاسقاً ويُعاقب بالحبس حتى يتوب ويعود إلى الصلاة.

أما المذهب الحنبلي، فيرى أن تارك الصلاة عمداً هو كافر، ويُستتاب فإن لم يتب قُتل حداً.

اقرأ عن الصلاة علامة من علامات محبة العبد لربه

فؤائد المداومة على إقامة الصلاة

تتجاوز فوائد المداومة على الصلاة الروحانية وتمتد إلى الفوائد النفسية والجسدية.

  • على الصعيد النفسي، تُساهم الصلاة في تهدئة النفس وتقليل التوتر والقلق، إذ يجد المسلم فيها راحة وسكينة.
  • أما من الناحية الجسدية، فإن الحركات المتكررة أثناء الصلاة تساعد في تحسين الدورة الدموية وزيادة اللياقة البدنية، فضلاً عن أنها تُعد تمريناً يومياً يُحافظ على مرونة الجسم.
  • اما على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي. فهي تُعلم المسلم الانضباط والالتزام بالمواعيد، وتحثه على التواضع والتسامح مع الآخرين.
  • كما أن الصلاة الجماعية في المساجد تُعزز من روح الجماعة والتآزر بين المسلمين، مما يجعلهم أكثر ترابطاً وتعاوناً.

زر الذهاب إلى الأعلى