إطعام الطعام من الأعمال والفضائل التي حثّ عليها الإسلام، كما يعد من أجلّ القربات وأرفع أنواع الطاعات وقد وردت في الكتاب والسُّنَّة العديد من النصوص التي تبيّن فضل هذا العمل وأثره الطيب على الفرد والمجتمع.
فضل إطعام الطعام في القرآن الكريم
- إطعام الطعام من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأرجاها للقبول حتى جعله الله تعالى من أسباب الفوز بدخول الجنة؛ فقال تعالى مادحًا عباده المؤمنين في سورة الإنسان (الآية 8) : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)، حيث يظهر في هذه الآية كيف أن المؤمنين يطعمون الطعام رغم حبهم له، مفضلين الآخرين على أنفسهم.
فضل إطعام الطعام في السُّنَّة النبوية
أما في السُّنَّة النبوية، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تشجع على إطعام الطعام، ومنها
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» رواه أحمد.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خير؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه
- ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم: قال: “أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ تَشْبَعَ كَبِدًا جَائِعَةً” (رواه ابن ماجه).
- وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم: قال: “مَن فَطَّرَ صَائِمًا كانَ له مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِن أَجْرِ الصَّائِمِ شيءٌ” (رواه الترمذي).
- حثّ رسولنا الكريم – صلَّى الله عليه وآله وسلم:- على تقديم الطعام للفقراء والمساكين والمحتاجين، قال – صلَّى الله عليه وآله وسلم:: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).
ثمرات إطعام الطعام في الدنيا والاخره
- يضاعف الأجر والثواب عندما يكون خالصاً لوجه الله -تعالى-، قال النبي -صلَّى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ اللهَ لَيُربِّي لأحدِكم التَّمرةَ واللُّقمةَ كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه حتَّى يكونَ مِثلَ أُحُدٍ
- إطعام الطعام سبب لنيل التوفيق والعون من الله -تعالى-، ولقد نال النبي -صلَّى الله عليه وآله وسلم:- هذا العون من الله قبل النبوة؛ لأنّه كان يطعم الطعام. وقد قالت له أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- بعد نزول جبريل إليه(صلَّى الله عليه وآله وسلم ) في أول مرة: (كَلّا أبْشِرْ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)
- من أسباب التقرب من الله فقال النبي -صلَّى الله عليه وآله وسلم:- في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله -تعالى-: (يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ، وكيفَ أُطْعِمُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي
ما هو الطعام الذي لا يحبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟
كان النبي محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم قدوة حسنة في كل جوانب حياته، بما في ذلك نظامه الغذائي. ومن المعروف عنه-صلَّى الله عليه وآله وسلم – أنه كان يفضل الطعام البسيط والمتوازن، إلا أنه كان يكره بعض الأطعمة.
- ثبت أن النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلم – كان يكره ويعاف لحم الضبّ ، ويبيّن سبب ذلك بقوله : ( …ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه ) متفق عليه .
- كما ورد أن النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلم – لم يحرم أكل الثوم والبصل، بل كان ينصح فقط بعدم الاقتراب من الأماكن العامة بعد تناولهما. ففي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من أَكَلَ من هذِه الشَّجَرَةِ – يعني الثُّومَ – فَلا يَقْرَبَنَّا في المَسْجِدِ”.
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز