دعاء النبي في الطائف:
في عام الحزن، وبعد وفاة زوجتة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، السيدة خديجة وعمه أبو طالب، قرر النبي -صلى الله عليه وعلى اله وسلم – الذهاب إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام. إلا أن أهل الطائف لم يستجيبوا لدعوته بل قابلوا دعوته بالإهانة والسخرية ورموه بالحجارة حتى أدميت قدماه. وبعد هذه المعاناة الشديدة، لجأ النبي-صلى الله عليه وعلى اله وسلم- إلى ظل شجرة ودعا بدعاء مؤثر يعبر عن صبره وثقته بالله.
ما هو الدعاء الذي دعا به الرسول في الطائف؟
“اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك |
شرح دعاء النبي في الطائف
- “اللهم أشكو إليك“: دلالةً على أنَّ الشَّكوى لا تكون لغير الله -تعالى-،وقد علّمنا صلى الله عليه وسلم أن العبد مهما علا شأنه يلجأ إلى ربه في وقت ضعفه وضيقه شاكياً عجزه وقلّة حيلته، فلا شكوى لأحد غير الله ، والشَّكوى لله -تعالى- لا تتنافى مع الصَّبر على الشَّدائد.
- “ضعف قوّتي وقلّة حيلتي“: يناجي الرسول صلّى الله عليه وسلّم ربه ويشكو إليه ما يلقاه من العذاب والتنكيل من الكفّار،واعترافٌ من النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعجزه أمام إرادة الله -تعالى-
- “هواني على النّاس”: دلالةً على استحقار أهل الطَّائف وامتهانهم لرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-
- “يا أرحم الرّاحمين”: اعترافٌ من الرسول -صلى الله عليه وسلم- برحمة الله -تعالى- المطلقة لعباده.
- “رب المستضعفين”: فيه زيادةٌ للاستعطاف.
- “إلى من تكلني”: أي لمن تفوِّض أمري؟
- “إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري”: أي لا تتركني لبعيدٍ أو قريبٍ ولا تسلِّطهم عليَّ بما لا أستطيع
- “إن لم يكن بك علي غضب”: أي سخطٌ علي.
- “فلا أبالي”: أي لا أكترث بما يكيل لي أعداء الله ورسوله، ولا همَّ لي سوى مرضاتك.
- “غير أن عافيتك هي أوسع لي”: أي أنَّ جُلَّ ما أتمناه أن تسلِّمني وتعافيني من الابتلاءات والأسقام.
- “أعوذ بنور وجهك”: استجارة من النَّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذات الله،
- “أشرقت له الظّلمات”: ان الظُّلمات التي كانت تملأ القلوب أزالها الله -تعالى- بالاسلام.
- “لك العتبى حتى ترضى”: أي أطلب رضاك وأسترضيك حتى ترضى.
- “ولا حول ولا قوة إلا بك”: إقرار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أنّ ابتعاده عن المعاصي وقربه من الطَّاعات ما هو إلا بتوفيق من الله -تعالى-
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز