الحسين بن منصور الحلاج، المعروف ببساطة باسم الحلاج، هو أحد الشخصيات الصوفية الأكثر شهرة وإثارة للجدل في التاريخ الإسلامي. وُلِد في القرن التاسع الميلادي في بلاد فارس،(ايران) وكانت حياته مليئة بالتجارب الروحية والبحث عن الحقيقة المطلقة. اشتهر الحلاج بأشعاره الغامضة وأفكاره الفلسفية العميقة التي غالبًا ما كانت تتحدى الأعراف الدينية والاجتماعية السائدة في زمانه.
أحد أبرز جوانب حياة الحلاج هو دعوته إلى مفهوم الفناء في الله، وهو مفهوم صوفي يشير إلى ذوبان الذات في الذات الإلهية. كان يعبر عن هذا الفناء بعبارات مثل “أنا الحق”، وهي عبارة أثارت غضب السلطات الدينية والسياسية آنذاك. اعتبرت هذه العبارة تجديفًا وكفرًا، مما أدى إلى محاكمته وإعدامه في بغداد عام 922 ميلاديًا.
ورغم نهايته المأساوية، الحلاج كان وما يزال شخصية مثيرة للجدل، حيث اُعتبرت بعض أقواله وأفعاله تجاوزًا للحدود الدينية التقليدية، مما أدى إلى نهايته المأساوية. ومع ذلك، تبقى أفكاره وأقواله منبعًا للإلهام والتأمل للعديد من الباحثين والمهتمين بالتصوف.
الأحداث الرئيسية | تفاصيل |
874م | مولد الحلاج في مدينة فرزدق، إيران. |
898م | بداية رحلته الروحية والبحث عن الوحدة الإلهية. |
915م | اعتقال الحلاج بسبب اتهامه بالزندقة والبدعة. |
922م | إعدام الحلاج بعد محاكمته. |
أجمل ما كتب الحلاج؟
- “أنا الحق”
- “ما في الجبة إلا الله”
- “يا رب، لا تجعلني أسأل إلا منك، ولا تجعلني أخاف إلا منك، ولا تجعلني أعتمد إلا عليك”
- “الحب أوله ذكر وآخره فكر”:
- “رأيت ربي بعين قلبي فقلت من أنت قال أنت”
- “الزهد هو أن تكون الدنيا في يدك وليست في قلبك”.
- “الزاهد من إذا أعطي شكر، وإذا منع صبر”
- “من لم ير الزهد في قلبه، فإن زهد بدنه لا يفيده”
- “الزهد هو أن لا تملك شيئاً ولا يملكك شيء”.
- “الزهد هو أن تجعل الدنيا وراء ظهرك، وأن تكون رغبتك في الآخرة وأعمالك في الدنيا خالصة لوجه الله”.
- “الزهد ليس بترك الدنيا، إنما هو أن تترك ما يشغلك عن الله”.
أقوال الحلاج عن الحياة
- الحلم جنين الواقع.
- للعلم أهلٌ وللإيمان ترتيب وللعلوم وأْهلِيها تجاريب
- والعلم علمان منبوذ ومكتسب والبحر بحران مركوب ومرهوب
- والدهر يومان مذموم وممتدح والناس اثنان ممنوح ومسلوب
- فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقة وانظرْ بفهمك فالتمييز موهوب.
أشهر أقوال الحلاج للبلاط العباسي
- ذهبكم تراب
- وقصوركم تراب
- وزينتكم تراب
- وملككم تراب في تراب
- تلبسون ترابًا
- وتأكلون ترابًا
- وتنامون على تراب
- عجبًا لتراب تكبَّر وما تاب.
- مالي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للناسِ.
أشهر أقوال الحلاج في مدح الرسول
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت ……………..إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم ………..إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً ………..إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ ………….إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم …….سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً…….فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً …….ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
وفي اقوال اخرى في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى اله وسلم
- وأنت عندي كروحي ……بل أنتَ منها أحبُ
- وأنت للعينِ عينٌ …….وأنتَ للقلبِ قلبُ
- حسبي من الحبِ أني لِما تُحِبُ أحبُ…… ما عرفه عارف إلا جهل وصفه.
أشهر أقوال الحسين بن منصور الحلاج في الحب
- قُلْ لِلْحَبِيبِ الَّذِي يُرْضِيهِ سَفْكُ دَمِي…….. دَمِي حَلالٌ لَهُ فِي الحِلِّ والحَرَمِ
- والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي
- ولا جلست إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي.
- أَحَبَّكَ البعض مني فقد ذهبت بكلّي يا كلّ كلّي فكنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي.
- العَيْـنُ تُبـْـصِرُ مَن تَهْوَى وتَفقده ونَاظِرُ القَلْبِ لا يَخْلُو مِن النظر.
- الناس موتى وأهل الحب أحياء.
- فلن تتذوق من نهر المحبة الإلهية، إلا إذا غرقت في نهر المحبة البشرية.
اشعار الحلاج
أقيمت للحلاج محاكمة ، وعندما أخرج به إلى القتل قال أبيات من شعره هي :
طلبت المستقر بكل أرض
فلم أرى لي بأرض مستقرا
وذُقت من الزمان وذاق مني
وجدت مذاقه حلواً ومراً
أطعت مطامعي فاستعبدتني
ولو أني قنعت لعشت حراً
اخر ما قاله الحسين بن منصور الحلاج قبل موته؟
نديمي غير منسوب إلى شئ من الحيف
سقاني مثلما يشرب كفعل الضيف بالضيف
فلما درات الكأس دعا بالنطع والسيف
كذا يشرب الراح من التنين في الصيف
ثم تلى قول الحق سبحانه وتعالى “يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ” – الشورى: 18 –ثم لم ينطق بعد ذلك حتى فعل به ما فعل.
- وضُرب الحلاج ألف سوط ثم قطعت يداه ورجلاه وهو في ذلك كله ساكت ما نطق بكلمة، ولم يتغير لونه، ويقال: إنه جعل يقول مع كل سوط أحدٌ أحدْ.
- وسُأل الحلاج وهو مقطوع اليدين والرجلين: ماذا تقول الآن في الحب يا حلاج ؟ فقال وهو يبتسم: الحب أقله وأهونه ما ترى ..
وكانت آخر كلمة تكلم بها حين قتل :
- حسب الواحد إفراد الواحد له.
- فما سمع بهذه الكلمة أحد من المشايخ إلا رق له، واستحسن هذا الكلام منه.
تُعَدُّ قصة الحلاج تذكيرًا قويًا بأهمية الحرية الروحية والسعي وراء الحقيقة، بغض النظر عن العواقب. لقد أصبح رمزًا للشجاعة والإخلاص في البحث الروحي، ودليلاً على أن الأفكار العميقة والمعتقدات القوية قد تتجاوز حدود الزمن والمكان. تظل كتاباته وأشعاره مصدر إلهام للكثيرين ممن يسعون لفهم أعمق للوجود والعلاقة بين الإنسان والإله.
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز الان
المراجع
1- سير اعلام النبلاء