صلاة الاستخارة هي صلاة يُؤديها المسلم عندما يكون في حيرة أو يواجه قرارًا مهمًا في حياته، سواء كان ذلك قرارًا شخصيًا، عائليًا، أو مهنيًا. طلب الاستخارة للعمل هو أحد أشهر أسباب اللجوء إلى هذه الصلاة، حيث يسعى الشخص إلى التوجيه الإلهي فيما إذا كان يجب عليه قبول وظيفة معينة، تغيير مساره المهني، أو اتخاذ قرار مهم في مسيرته العملية.و صلاة الاستخارة للعمل كالتالي :
كيف استخير الله في أمر العمل؟
جاء في الحديث النبوي عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي.” قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).(1)
كيف تصلي صلاة الاستخارة للعمل؟
لأداء صلاة الاستخارة للعمل ، يُفضل أن يتبع الشخص الخطوات التالية:
- الوضوء: كما هو الحال مع أي صلاة، يجب أن يكون المسلم على طهارة.
- نية الصلاة: يجب أن ينوي المسلم صلاة ركعتين للاستخارة قبل البدء.
- أداء ركعتين: بعد النية، يتم أداء ركعتين من غير الفريضة. في الركعة الأولى : قراءة سورة الفاتحة وسورة الكافرون في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص ، أو أي سور أخرى يفضلها المصلي.
- الدعاء بعد الصلاة: بعد الانتهاء من الصلاة، يُستحب الدعاء بدعاء الاستخارة المأثور، وهو: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (ويسمي حاجته) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي.”
- الاستماع للقلب والعقل: بعد أداء صلاة الاستخارة والدعاء، يجب على المسلم أن ينتظر ويلاحظ ما يشعر به تجاه القرار، مستمعاً لقلبه وعقله، وقد يجد توجيهاً من الله في الأحلام أو في شعور بالاطمئنان تجاه القرار.
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟
بعض العلامات التي قد تظهر بعد صلاة الاستخارة :
- الراحة النفسية والاطمئنان: قد تشعر براحة نفسية واطمئنان تجاه القرار الذي تسعى لاتخاذه، سواء كان بالمضي قدمًا في الزواج أو بالتراجع عنه.
- التيسير في الأمور: إذا كان القرار الذي استخرت الله فيه هو الخيار الأفضل، تلاحظ أن الأمور تسير بسهولة ويسر بدون عقبات كبيرة.
- تكرار الرؤية أو الأحلام: بعض الناس يرون رؤى أو أحلام بعد صلاة الاستخارة قد تكون توجيهًا غير مباشر.
- الإحساس الداخلي: قد تشعر بإحساس داخلي قوي يميل نحو خيار معين. هذا الإحساس يمكن أن يكون نوعًا من الإلهام أو الهداية من الله.
- النصيحة من الآخرين: قد يأتيك توجيه أو نصيحة من أشخاص تثق في حكمتهم ومعرفتهم، وقد يتزامن ذلك مع ما كنت تستخير الله فيه.
أوقات صلاة الاستخارة
لا توجد أوقات محددة لصلاة الاستخارة، إذ يمكن أداؤها في أي وقت من أوقات اليوم، باستثناء الأوقات المكروه فيها الصلاة وهي:
- بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس.
- عند شروق الشمس حتى ترتفع قيد رمح، ما يعادل حوالي 15 دقيقة بعد الشروق.
- عند استواء الشمس في وسط السماء قبل صلاة الظهر بحوالي 10-15 دقيقة.
- بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.(2)
ادعية استخارة
- (لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانَكَ إني كنتُ منَ الظالِمينَ).
- (حسبيَ اللهُ لا إلهَ إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ).
- (يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِكِ أستغيثُ، أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، ولا تكِلْنِي إلى نفسِي طرْفةَ عيْنٍ
- (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- (اللَّهمَّ إنِّي أسلمتُ نفسي إليكَ وفوَّضتُ أمري إليكَ وألجأتُ ظهري إليكَ وخلَّيتُ وجهي إليكَ لا ملجأَ ولا منجى منكَ إلاَّ إليكَ آمنتُ برسولِكَ الَّذي أرسلتَ وبكتابِكَ الَّذي أنزلتَ).
- (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوعاتِي، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فَوقِي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي)
- (اللهمَّ فاطرَ السماواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشِركِه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أَجُرَّه إلى مسلمٍ).
تابع موقع الموضوع على جوجل نيوز
المراجع
1- محمد بن إبراهيم التويجري (2009م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)دعاءاستخارة
2-عمر عبد الكافى شحاتة، مقتطفات من السيرة، صفحة 27، جزء 7.